أطلق الطبيب أنيس القمودي، الذي يباشر بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد نداء إستغاثة بعد تعرضه لتهديدات جدية هو وعائلته لأنه قام بكشف ملفات فساد بالمستشفى المذكور، وكان قد تم إيقافه في مارس الفارط وفتحت النيابة العمومية الأبحاث في الملفات التي
بلغ عنها.
وهذا ما نشره :"
من مكان هروبي القسري،ألتمس من أي طرف من السلطة التدخل لإنقاذ حياتي و حياة عائلتي بعد تواصل حالة العصيان التام من المستشفى و مديره،معتمد سيدي بوزيد الشرقية و كاتبه،ضاربين عرض الحائط القوانين الدنيا و مسارات الدولة بعد الإستفتاء الذي كانوا يتذرعون بجعله مرجها زمنيا لدراسة أية موضوع يخصني...
العون الذي يهددني علاوة على شكايتي هو ذو سوابق أخرى من نفس النوع، و صدر فيه قرار نقلة مع عطلة إجبارية ب12 يوم بقي يشتغل فيها يوميا في تحدي مباشر لكل من تسول له نفسه ذكر أو نقد أي طرف من العصابة،النقلة بعد نفاذ المدة لم يتم تطبيقها بل عمد المدير و رئيس قسم الإستعجالي و على غير المعمول به مراسلة المعتمد بتقارير في حسن سيرته و مواظبته على العمل و إحتياج المستشفى الشديد لخدماته،الأغرب و الأدهى أن السيد المعتمد و كاتبه بعد أن تلكأ في محاسبته انتظارا و تنسيقا لوصول مراسلات المستشفى رغم أنه لا يتبع إشراف وزارة الصحة، انساقوا و أعلموني أن تدخلات من أعلى مستوى حالت دون تطبيق القانون رغم ثبوت إدانته و خروج برقية النقلة، كيف لا و هو يتبجح بالمراسلات المذكورة و تدخل طبيب قلب مشهور لفائدته .
كما أعلمني السيد المعتمد أن مديرا إقليم الحرس و منطقة الشرطة هاتفاه لنفس الموضوع ،ليصبح في دولة سيدي بوزيد المارقة عون الحراسة المتحرش بنساء مرضى المجاري البولية مع حساسية و خصوصية حالتهن، و من تعلقت به شبهات التحيل على نساء قصد الولادة بمقابل مالي هام ،و من باع للمواطنين الدم المخزن بالمستشفى ب 50 د الوصل الواحد،يصبح أهم عنصر بدونه يقف نشاط المستشفى، و يصبح هو صاحب اليد الطولى فيه و ينتظرني يوميا أمام باب المستشفى ليتابعني إلى مكتبي أين يمكث أمامه و حاول عديد المرات إقتحامه لولا حضور بعض العاملين لحسن حظي..
ما يئست يوما من التشبث بحقي في التمتع بأدنى ظروف العمل الملائمة و لكني فشلت ،هم في عشر سنوات قاموا بكل شئ و أنا فهمت الدرس منذ خطفي نحو السجن عشرة دقائق قبل دخولي لإجراء عملية إستعجالية،و الآن لي طلب وحيد و هو إعطائي حقي كموظف في الإستقالة و قد مر على مطلبي الأول ما يفوق الأربعة أشهر،و سأقوم بالتذكير و لما لا الإعتصام في الوزارة فعائلتي و أطفالي لم يبق لهم ما يضحونه معي أكثر و قد نصحني القاضي الذي سجنني أول مرة بالخروج من المستشفى و ما إني أذعن الآن.."