تلك قطط تأكل اصحابها

 


في واقعة تحبس الأنفاس، شهدتها منطقة الساحل بمحافظة القاهرة، عام ٢٠١٩


وكشفت التحقيقات عن أن المسن المتوفى كان يبلغ من العمر 73 عامًا وكان مأمور ضرائب على المعاش، وأوضح جيران المتوفى أنه كان يهوى تربية القطط الضالة والعطف عليها وكان يجمعها من الشوارع ويرعاها في شقته التي يعيش فيها وحيدًا منذ أن انفصل عن زوجته قبل سنوات، حتى بلغ عدد القطط قرابة ١٢ قطة.


كما أوضحت التحريات التي أشرف عليها مدير أمن القاهرة، أن القطط أكلوا أجزاء من جسد المسن “الأنف وعينه وأجزاء من يده”.

­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­


تلك الواقعة الغريبة نادرة الحدوث دفعت العديد من محبي الحيوانات الأليفة للتساؤل عن ملابسات الأمر وكيفية حدوثة، وهل يمكن لأنواع أخرى من الحيوانات مثل الكلاب بعد تربيتها والاهتمام بها والعطف عليها أن تكرر نفس الواقعة المريبة؟.


من جانبه، أوضح الدكتور حسين خلف الله الطبيب البيطري، أن تلك الواقعة نادرة الحدوث وهناك عدة ظروف غامضة تحيط بها، أهمها أن حالة الوفاة حدثت قبل اكتشاف الأمر بـ48 ساعة، ومن المؤكد أن القطط لم تأكل لأكثر من يومين وبالتالي الجوع دفعها لفعل ذلك، لكن في الظروف العادية لن يحدث هذا الأمر.


وأضاف خلف الله أن تلك الواقعة إذا تكررت مع كلب لن يقترب من جثمان صاحبة بضرر، وذلك لأن الكلاب معروف عنها الوفاء لمربيها، بعكس القطط التي يكون وفاؤها وانتماؤها للمكان وليس للأشخاص.


وأوضح أنه لو تكرر الأمر مع كلب سيجلس حزينا بجانبه حتى يفارق الحياة هو الآخر حزنًا على وفاة مربيه، وهناك العديد من القصص التي لا تعد ولا تحصى عن وفاء الكلاب لأصحابها ونفوقها بعد وفاة أصحابها.


وأرجع “خلف الله” الاختلاف بين الكلاب والقطط إلى الجينات والطباع التي تميز كل حيوان، والتي خلقها الله سبحانه وتعالى بها.


وفي ذات السياق، قالت الدكتورة هويدا الحضري، المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لرعاية الدواب، إن هذا الأمر نادر الحدوث ولم نسمع عنه من قبل، ومن المؤكد أن القطط تعرضت لظروف قاسية جعلتها تتوحش ونتيجة للجوع أكلت جسد مربيها.


وأضافت الحضري أنها حالة خارجة عن المألوف ولا يمكن أن تتكرر مع أي حيوان آخر حتى الكلب والذي سيموت بجانب جثمان مربيه حزنًا عليه، وقد يمتنع عن الأكل والشرب حتى يموت بعد وفاة صحابه.


وأوضحت الحضري أن العلاقة التي تربط البشر بالحيوانات قوية جدًا تكاد تكون أقوى من العلاقة بين البشر وبعضهم البعض، حتى الأسود المفترسة لن تأكل جسد مربيها حتى وإن هاجمته لأي سبب كان وقد تموت حزنًا على فراقه في حالة تسببت له في أذى.


وهذا الحدث يذكرنا بالسيدة انجلو الايطالية التي كانت تعيش برفقة ٢٠ قط في احد المشاتل وذات يوم دخلت في غيبوبة سكر. وتوفت ويمر عليها ايام ولم يكتشف احد وفاتها الي ان اكتشف احد رائحه كريهه وبعد اقتحام المنزل لم يجدوا من جثتها سوي نصفها وكان بفعل تأكل القطط لها