أسْئِلَة تَجُوبُ فِي عُقُولِ كثيرٍ مِنَ المُسْلِمِين، هَلْ الأَنْبَيَاءُ مَعْصُومُون؟! وإِذَا كَانُوا كَذَلِك فهَلْ ذَلِكَ يعْنِي أنَّهُمْ لَا يُخْطِئُون؟! ومَنْ هُوَ النَّبِيُّ الَّذِي كَذِبَ ثَلاثَ مرَّات؟! ولِمَاذَا؟!
أنْبِيَاءُ اللهِ هُمْ صَفْوَةُ خَلْقِ الله، وهُمْ عِبَادُ اللهِ المُخْلَصِين؛ لَكِنَّ البَعْضَ قَدْ يَنْظُرُ إلى إخْلَاصِ اللهِ لأَنْبِيَائِهِ أنَّهُ حَجْبٌ عَنِ الخَطَأ؛ وهَذَا الأَمْرُ فِيهِ مُغَالَطَة؛ فكَمَا أوْرَدَ ابنُ تَيْمِيَةَ أنَّ غَالِبِيَّةَ العُلَمَاءِ أجْمَعُوا عَلَى القَوْلِ بعِصْمَةِ الأَنْبِيَاء.
فالأنْبِيَاءُ مَعْصُومُونَ مِنَ الذُّنُوبِ الكَبِيرَة، كَذَلِكَ مَعْصُومُونَ فِي التَّبْلِيغِ عَنِ اللهِ جَلَّ وعَلَا؛ لَكِنَّهُم قَدْ يُخْطِئُون.
وقَدْ أَوْرَدَتِ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ للفَتْوَى لـموقع إسلام ويب- فِي الإِجَابَةِ عَنْ سُؤالِ: هَلِ الأَنْبِيَاءُ والرُّسُلُ يُخْطِئُون؟ بإِجَابَتِهَا: نَعَمْ يُخْطِئُون، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُقِرُّهُمْ عَلَى خَطَئِهِم؛ بَلْ يُبَيِّنُ لَهُمْ خَطَأَهُمْ رَحْمَةً بِهِم وَبِأُمَمِهِم، وَيَعْفُو عَنْ زَلَّتِهِم، وَيَقْبَلُ تَوْبَتَهُمْ فَضْلًا مِنْهُ وَرَحْمَة.
وَرَدَ فِي القُرْآَنِ الكَرِيمِ مَا يُثْبِتُ ذَلِكَ، فَعِنْدَمَا وَكَزَ سَيِّدُنَا مُوسَى رَجُلًا فَقَضَى عَلَيْهِ؛ دَعَا رَبَّهُ وطَلَبَ مغْفِرَتَهُ فَغَفَرَ اللهُ له.
ومِنَ الوَاجِبِ التَّأْكِيدُ عَلَى أنَّ مِثْلَ تِلْكَ الأُمُورِ لَا يَجِبُ الخَوْضَ فِيهَا؛ فَمِنَ الأَدَبِ عِنْدَ الحَدِيثِ عَنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ أَلَّا نَنْسِبَ إِلَى نَبِيٍّ مَا لَمْ يَفْعَلْه؛ بَلْ إنْ لَمْ يَكُنْ فِي مَا هُوَ مَنْقُولٌ سَنَدٌ صَحِيحٌ فَهُوَ والعَدَمُ سَوَاء.