الغنوشي : عقلية بن علي مازالت ساكنة في عدد من خصومنا..وهناك من يحلمون بـ"تونس بلا نهضة"



عبّر رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، عن استغرابه من الدعوة إلى حلّ حزبه من قبل بعض المحامين. وقال الغنوشي، في اجتماع ضمّ نحو 600 كادر من كوادر حزبه بأحد النزل بالعاصمة ما "معنى أن يأتي بعضهم ويقول، يجب حلّ حزب كبير في البلاد، هو النهضة؟ هل بهذا الكلام بقي شيء من الديمقراطية في البلاد؟"، وفق تعبيره. وأشار رئيس حركة النهضة، في معرض إجابته على تساؤلات أعضاء المكاتب المحلية وأعضاء المجالس البلدية، وبعض أعضاء مجلس شورى الحزب، إلى أن "هذا الخطاب بالذات، يمثل أكبر خطر على الديمقراطية"، مضيفا: "نحن في النهضة معترفون بحقوق كل التونسيين، طالما لم يلجأوا للعنف، وهذا

قلناه منذ 1981 عندما قدمنا طلب الحصول على رخصة حزب سياسي بعد إعلان بورقيبة، استعداده للاعتراف بالتعددية، فأجابونا بالقمع، واعتقلوا منا قرابة 500 شخص، بما فيهم قيادات النهضة آنذاك". وأوضح الغنوشي بنوع من الأسف: "ظننا أن خطاب الإقصاء انتهى مع قيام الثورة، ولكن رغم مرور قرابة 8 سنوات، مازال في البلاد من يحمل روح الإقصاء والاستئصال". وأضاف رئيس حركة النهضة قائلا: "هناك من تحدثهم أنفسهم بتونس بلا نهضة، أي تونس بلا ديمقراطية، بينما نحن نقول: تونس دون جبهة ودون "نداء تونس"، هي بلاد بلا ديمقراطية"، حسب تقديره. واعتبر الغنوشي، أن "ديمقراطية تونس مازالت في خطر"، داعيا "الجميع إلى الاعتراف بالجميع، وإلى أن يثوب البعض إلى رشدهم، ويعترفوا بالنهضة"، حسب قوله. وأشار زعيم حزب النهضة إلى أنّ الندوات الصحفية الموجهة ضد النهضة مؤخرا، "ذكرتنا بالندوة الصحفية لعبد الله القلال (وزير داخلية بن علي) سنة1991،

عندما أعلن عن مؤامرة وهمية لانقلاب النهضة ضد النظام"، مشددا على أنّ "عقلية بن علي مازالت ساكنة في عدد من خصومنا، ولم يطهّروا قلوبهم إلى الآن، ومازالت أنفسهم تحدثهم ليس بمنافسة النهضة عبر صناديق الاقتراع، وإنما بالزجّ بها في السجون". وتوجّه الغنوشي لخصومه بالقول: "انتهى عهد السجون والقمع.. وانتهى عهد عبد الله القلال وبن علي.. وإلى الأبد إن شاء الله"، قبل أن يضيف : "عبد الله القلال استقبلتُـه منذ شهور في بيتي، لأبيّن للعالم أن النهضويين ليس في قلوبهم حقد على أحد، وأن تونس للجميع، وحتى من اضطهدونا لم نطالب بقمعهم واضطهادهم". يذكر أنّ هيئة الدفاع عن الشهيدين، محمد البراهمي وشكري بلعيد، صرحت قبل يومين، بأن "لا علاقة لها بالقضية المرفوعة لحلّ حركة النهضة"، معتبرة مبادرة أحد أعضاء الهيئة، "فردية، ولا تعبر عن موقف الهيئة"، وفق ما جاء في تصريحات أحد أعضائها يوم السبت المنقضي.